عاممقالات

.. وصباح الخير يا سينا

في السادس من أكتوبر المجيد عام 1973 … حاربنا وعبرنا وعادت سيناء الغالية إلى حضن الوطن لكنها مع شديد الأسف كانت عودة بلا وصال ( حبر على ورق ) …
وظلت سيناء من يومها غريبة وحيدة منعزلة مهمشة .. منزوعة الهوية ….
ظلت صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء ولا لسكانها حق الإنتماء …
وازداد خطرها مع مرور الأيام ..
تركناها وأهملناها حتى صارت مرتعا لكل أصناف المجرمين والمهربين والإرهابيين الذين عاشوا فوقها وجاسوا خلال ديارها وعاثوا فيها فسادا ودنسوا بخسة أرضها الطاهرة …

وبعد مرور سنين طويلة جاء من فكر وخطط ثم نفذ العبور الثاني ..
العبور الحقيقي على أرض الواقع ليوصلها وسكانها بحضن الأم الدافىء …
فأنشأ شرايين الوصل من طرق وكبارى وأنفاق وسحارات ومعديات ومواصلات برية وجوية …
وهاهى قضبان السكك الحديدة تتوغل وتُقبّل أرضها في إشتياق لتزغرد عجلات القطارات على أرضها الطيبة الطاهرة …
ويسير أول قطار فوقها بعد إنقطاع دام أكثر من خمسين عاما .. . خط الفردان / بئر العبد والذي سيكتمل قريبا ليصل العريش هناك في أقصى الشمال ….

جاء من قطع دابر الإرهاب وتحدى أوامر الشيطان بجعل سيناء بؤرة ينطلق منها الإرهاب الأسود الغاشم …
وفي عام 2018 بدأت عملية التنمية الشاملة وارتوت رمال سيناء كعادتها بالدم الطاهر سنوات وراء
سنوات ….

جاء من عرف أن سيناء ليست فقط مجرد صندوق من رمال لكنها في الحقيقة كنز كبير من ذهب .. وأنها أينما ستذهب تذهب مصر ..
وعرف أن إهدار إمكاناتها ليس مجرد إهدار لبقعة من أرض مصر لكنه اغتيال لقلبها النابض …
ومع اشتداد حرب الإرهاب كانت حرب التعمير لإستصلاح صحرائها واستثمار كنوزها وتطوير قناتها ….
ليس فقط من أجل أن ينميها ويكشف عن خيرات أرضها وكنوزها ويعظم من قيمة ثرواتها ومواردها
ليس فقط من اجل أن يضعها على خريطة السياحة والإستثمار العالمية ويغير حياة سكانها ويرد لهم هويتهم المفقودة بفعل فاعل …
لكن الأهم من أجل أن يحمي بوابة مصر الشرقية من كل من طمعوا فيها طوال تاريخها ومازالوا يطمعون فيها …

ليس فقط بحشد أرتالاً عسكرية تحمى حدودها ولكن بجذب أرتال من مواطنيها كي تحمى عمقها …
بعد ان تحولت سيناء من عازل استراتيجى إلى موصل جيد للخطر نتيجة لفراغها العمرانى
وأصبح الحل الوحيد لتأمينها هو تعميرها وجعل التحدى التنموى على مستوى التحدى العسكرى …

وبهذا وبفضل سواعد أبنائها الذين عرفوا قدرها وتذكروا عظمة مجدها وتاريخها وأعادوا اكتشاف عبقرية موقعها وجغرافيتها تهيأت سيناء المصرية واستعدت سلماً وحرباً

تحية لكل من ساهم في عودة سيناء الحبيبة
وتحية لكل من يعمل على أن تكون سيناء سدا منيعا ضد كل طامع … وتكون أيضا الكنز الذي تنهل مصر منه لتبني وتعمر …

تحية لكل الشرفاء …

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى